کد مطلب:163903 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:248

الامام الحسین ثورة الذات
أربعة عشر قرناً من الزمان ولا نزال نجد الناس یستمدون من ثورة الامام الحسین (ع) معانی الثورة والاندفاع والتضحیة مما یدل علی ان هذه الملحمة قد تحولت الی مسیرة، والامام الحسین (ع) الی ثورة، وهذا حدث هام فی حیاة البشر ولكن السؤال الآن هو:

أی ثورة أصبح الامام الحسین (ع)؟

وكیف أصبح ثورة؟

وفی أی مجال؟

لقد كان الامام الحسین (ع) فی البدء ثورة علی الذات، لان أی انسان لا یستطیع الانتصار للرسالة دون أن یحقق انتصاراً علی ذاته، ونحن لا نرید أن ننتصر لا نفسنا لان هذه فكرة خاطئة، بل نرید أن ننصر دین الله سبحانه وتعالی، وهذا هو الهدف الاسمی، فاذا نصرنا دین الله تعالی شاء الله أن ینصرنا، وینصر بنا الآخرین ویجعل منا جسراً لسعادة الآخرین وفلاحهم.

وهناك حقیقة لابد للثائر أن یزرعها فی نفسه، وهی انه لا یبنغی للثائر الحقیقی أن یستهدف الوصول الی الكراسی أو البلوغ الی المراكز، كلا. إنما ینبغی علیه أن یعمل للناس للآخرین، ونتیجة العمل من أجل الناس هو العمل لله سبحانه وتعالی، وفی هذا الجانب یحدثنا القرآن الكریم حیث یقول:

«یا أیها الذین آمنوا ان تنصروا الله ینصركم ویثبت أقدامكم» (7/محمد).

فان الدرس الاول الذی یمكن أن نستوحیه من كربلاء الحسین (ع) هو النصر لله وحده، لا النصر المؤدی الی الكراسی، وفی یوم عاشوراء رفرف النصر علی رأس الامام الحسین (ع) وخیر بین النصر أو الشهادة، كما جاء فی بعض الاحادیث، فرفض النصر واختار الشهادة لعلمه بأن شهادته انتصار حقیقی للرسالة حیث قیل عنه:

«فلتروی ظامیة الضب بدمی».

واذا كان ثمن استقامة الدین الاسلامی دم الامام الحسین (ع)، فانه لن یبالی بل سیدفع الثمن راضیاً مرضیاً، ولقد جاء عنه (ع):

«ان كان دین محمد لم یستقم إلا بقتلی، یا سیوف خذینی».

بأمكان الامام الحسین (ع) أن یختار طریقاًً للخلاص من الموت بل والانتصار علی یزید، ولن صمم علی مواصلة مسیرته الرسالیة من أجل نصرة الله والحق.